الوقت - حذر مدير الرعاية الصيدلانية في وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، د. علاء حلس، من أن العجز الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية في القطاع بلغ مستويات غير مسبوقة، متجاوزًا حتى أكثر الفترات دموية خلال الحروب، مما ينذر بـ"كارثة صحية" تهدد حياة آلاف المرضى.
وأوضح حلس، في تصريحات صحفية اليوم السبت، أن نسبة العجز في الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية تجاوزت ثلثي القائمة، ما أدى إلى شلل في الخدمات الصحية، خاصة للمرضى المصابين بالسرطان، وأمراض الكلى والقلب، وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأشار إلى أن النقص الحاد انعكس على عمل غرف العمليات والعناية المركزة، ما أدى إلى توقف جراحات حساسة مثل القلب المفتوح وجراحات العظام الدقيقة، إلى جانب تقليص أو توقف جلسات غسيل الكلى وعلاج السرطان.
وأكد أن استمرار منع الاحتلال إدخال الأدوية والوفود الطبية يمثّل "قتلًا غير مباشر" للمرضى، نتيجة الانقطاع القسري للعلاج الذي يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية، وأحيانًا إلى الوفاة.
وأشار حلي إلى أن الوزارة تحاول التعامل مع الواقع الدوائي الكارثي عبر البحث عن بدائل علاجية أو العودة إلى بروتوكولات قديمة، لكن هذه الخيارات محدودة جدًا، وغالبًا ما تكون غير متوفرة.
وأوضح أن القطاع الخاص الطبي، الذي كان يساهم سابقًا في تخفيف العبء عن وزارة الصحة، بات غير قادر على توفير الأدوية، مما أدى إلى اعتماد كامل المرضى على المخزون المحدود لدى الوزارة، في ظل الحصار ومنع دخول الإمدادات.
ولفت حلس إلى أن التحويل للعلاج خارج غزة يُعد خيارًا أخيرًا لبعض المرضى، لكن الغالبية الساحقة غير قادرة على المغادرة بسبب الإغلاق المستمر للمعابر والقيود المفروضة، ما يضع المرضى أمام مصير صحي مجهول وخطير.
واختتم حلس بالتأكيد أن الأزمة تخطت حدود النقص في الأدوية وأصبحت كارثة إنسانية متكاملة،داعيًا منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر للتدخل الفوري والجاد لمنع انهيار القطاع الصحي وإنقاذ حياة آلاف المرضى.
ودعا حلس المجتمع الدولي ومنظمات الصحة العالمية إلى تحرك عاجل لإنقاذ المنظومة الصحية في غزة من الانهيار التام، وضمان دخول الإمدادات الطبية بشكل فوري.
